عدد الرسائل : 655 نقاط : 1830 تاريخ التسجيل : 16/07/2009
موضوع: أرسين والببغاء السبت سبتمبر 05, 2009 9:12 am
كانت لدى أرسين رغبة ملحة في تربية عصفور في بيته. وفي أحد الأيام دخل أبوه إلى المنزل وفي يده قفص كبير. وعندما رآه أرسين لم يصدق ما رأته عينه. ورفع الغطاء عن القفص، وإذا به عصفور أصفر لازوردي، إنه الببغاء! فرح أرسين لذلك فرحا شديدا. وفي مساء اليوم الأول دار حديث ممتع بين أرسين والببغاء. أرسين: عزيزي الببغاء, أريد أن أطعمك أحسن طعام، ولذلك أريد أن أعرف عنك كل شيء. أولا، ما هو أحب طعام بالنسبة إليك؟ الببغاء: أَحبّ الطعام إلي هي البذور. أرسين: كيف يكون ذلك، كيف تأكلها؟ الببغاء: أنا أتناول طعامي تماما مثل ما يؤكل "السندويتش" آخذ طعامي بين رجلي وأتناوله. فأنا أنزع غلاف البذور بلساني ثم أقطعها نصفين بطريقة ماهرة. وعلى هذا النحو أستطيع أن آكل حتى أشبع، وهذا من لطف الله تعلى بي و نعمه علي.
أرسين: أعجب عجبا شديدا، كيف تكون هذا الريش الملون بألوان مختلفة، إنه حقيقة يخلب القلوب بجماله. الببغاء: مثلما هو الأمر عند جميع العصافير، فأنا أيضا أتمتع بألوان جميلة مختلفة. فالريش يحتوي على مادة لونية، وعندما يهرم ينبت مكانه ريش آخر، وفي كل مرة تظهر الألوان نفسها؟ وهذا بلا شك، أحد الأدلة على خلق الله تعالى.
Jأرسين: حقا، إنه لأمر رائع! حسنا، أنت تستطيع أن تقلد الأصوات التي تسمعها. كيف يحدث هذا؟ الببغاء: أنا أستطيع فقد تقليد الأصوات التي أسمعها، ولكن لا أفهم معانيها، وهذا أيضا بلا شك بإرادة الله تعالى. وإلا كيف يستطيع من يكون مثلي، لا عقل له ولا إرادة أن يكتسب القدرة على تطوير ملكة تقليد الأصوات. ولا ريب أنه ليس في استطاعة أحد غير الله تعالى أن يمنحني القدرة على تقليد الأصوات، ولا أن يزينني بهذه الألوان الجميلة. إنه خالق قادر على كل شيء، ولا شبيه له. أرسين: عندما أنظر إليك، يتضاعف شعوري بعظمة الله. وسوف أبذل جهدي حتى تنشأ هنا نشأة طيبة، ومرحبا بك مجددا، عزيزي الببغاء في بيتنا! الببغاء: لا تنس، علينا أن نتذكر عظمة الله تعالى عند كل مظهر من مظاهر الجمال في هذا الكون. وعلينا أن نشكره على نعمه تلك وأن نردد ذكره في كل آن، فلا ننساه أبدا.