شعارٌ رددته حناجر حرائر غزة أثناء الهبة الجماهيرية التضامنية التي نظمتها الحركة النسائية الإسلامية – حماس قبل أيام ، وذلك إبان الأحداث المؤلمة التي شهدتها ساحات الأقصى المبارك حيث تم تدنيسه من قبل بعض المارقين والمتطفلين على التاريخ بأكذوبة كذبوها على أنفسهم وعلى العالم ثم صدقوها ، شعار ترجمه أحرار غزة بالأفعال لا بالأقوال في حرب شهدت هشاشة أكذوبة العدو الصهيوني وضعف مرتكزاته!!
نساء القدس وفلسطينيات الداخل رابطن داخل أروقة المسجد الأقصى المبارك إثر إعلان متطرفين يهود نيتهم إقامة الصلوات في باحته، متحدين بذلك مشاعر مليار مسلم وذلك بعد أن وثقوا تماما من صمتهم الأبدي والمشبوه حيال ما يحدث في المسجد الأقصى من انتهاكات وجرائم ، كيف لا وقد كسبوا الرهان في إسكات المارد الغاضب الذي كانوا يحسبون لهبّته ألف حساب ، أسود الضفة الغربية !! والذين تم تدجينهم ليصبحوا جنودا إضافيين في جيش العدو على يدي الأمريكي دايتون، ومن أبى ذلك فالسجن والشبح والتعذيب مصيره سواء كان ذلك في سجن السلطة أو سجن يهود وكلاهما سواء!!
طبيعي أن نستغرب صمت العالم الغربي حيال ما يحدث في الأقصى من انتهاكات لكل مقدسات المسلمين ونبرر ذلك بحقدهم على كل ما هو مسلم ، وتعودنا لسنوات طوال على غياب المارد المسلم والذي يبرره تخدير العالم الإسلامي وإلهائه بمشاكله الخاصة وتفرّقه وضعفه وهوانه على الناس ، ولكن المستغرب والمثير للدهشة سكوت أسود الضفة تجاه ما حدث في المسجد الحبيب والذين ما رضوا يوماً على أن يمسه الهوان وتمتد له يد بني صهيون !! فطالما ثاروا وشهد لهم التاريخ بذلك !! وطالما انتفضوا وتشهد الانتفاضتان الأولى والثانية!!
هبة الأقصى التي فاق عدد شهدائها عشرات الآلاف وكان أغلبهم من ضفة الأحرار ! شهد كل بيت من بيوتها مأساة جريح أو أسير وربما ودّع شهيدا !! هذه الهبة التي قام بها الأحرار في الضفة الغربية لمجرد أن حاول المجرم شارون أن يدوس أروقته بقدمه النجسة هو وزبانيته فتصدى له آلاف الأحرار في المسجد وردوه مذءوماً مدحورا يجتر هزيمته وخذلانه !! بعد أن تحطم حلمه على الباب ولم يجرؤ على الصلاة أو المكوث طويلا فقد تم قذفه بالحجارة والكراسي وحتى أحذية المصلين!!
تسع سنوات عجاف فصلت بين زمنين أو ربما عهدين !! عهد الكرامة في الضفة الأبية !! وعهد الصمت على الذلة والهوان!!
صحيح أن الاعتقالات من قبل العدو الصهيوني ومن والاه من بني عباس طالت كل حر وشريف وأودعته سجون القهر والتعذيب بدون سبب إلا أن يقول ربنا الله وذلك تأكيدا على التزام اللاشرعية في حكومة عباس باستحقاقات خارطة الطريقة وخطتها الأمنية والعمل على القضاء على جذور المقاومة واقتلاعها!!
نتفهم ذلك ونعلم أن لو كان هؤلاء الأسود أحرارا لاحترقت الأرض من تحت أقدام الجناة ! ولكن أين رجال الضفة وعائلاتها المعروفة !! أين آل كذا وآل كذا أصحاب المجد الرفيع؟
لم أصبح الصمت سيد الموقف وكأن القدس لا تعنيهم؟!
كيف نسمع عن دفاع بعض نسوة عن المسجد الأقصى ويصمت الجميع ؟ هل هان عليهم الأقصى أم أسكتتهم عصا عباس وزبانيته؟
لك الله يا أقصى فقد باعك القريب قبل الغريب ! ولكم الله يا أحرار الضفة في زنازين الشبح والتعذيب.
...بقلم: ابتسام صايمة