عدد الرسائل : 655 نقاط : 1830 تاريخ التسجيل : 16/07/2009
موضوع: غزة تذكِّر الأمة الأحد سبتمبر 06, 2009 10:14 am
ألا فلتعلم أمة الإسلام أن ما حدث في غزة لم يكن استثناءً أو غريباً على تاريخ استباحة اليهود والنصارى لغيرهم من الأمم وخصوصاً المسلمين، فهكذا كانوا دائماً، وإنما الشيء الوحيد الذي اختلف هو نقل تفاصيل سفك الدماء وتناثر الأشلاء في وقته وبحجمه الحقيقي.
يقول ربنا عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} فحكم الله سبحانه عليهم بأنهم شر البرية، فينبغي ألا نُغَرَّ بآلة الإعلام الهائلة الماكرة التي دأبت على وصفهم بالعالم المتقدم والمتحضر، وينبغي ألا نُسْتَخَفَّ حين يتناصفون بينهم أحيانا، فينبري من بقلبه مرض منا بوصفهم أنهم أهل حقوق الإنسان وأهل الحرية والرحمة بالإنسان، والحقيقة أنهم كانوا وما زالوا قتلة الإنسان ومهلكي الحرث والنسل، لكنهم - بمعاونة أوليائهم من داخل بلاد المسلمين - رمونا بدائهم وانسلوا.
يقول ربنا سبحانه: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} إذًا فلا نستغرب حين يجربون في أطفال ونساء ورجال المسلمين أسلحة محرمة حتى في دين الأمم المتحدة واتفاقية جنيف، ويقول سبحانه: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} ويقول: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} ويقول: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} ويقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.
ما أشبه الليلة بالبارحة
فلنترك غزة ولنرجع بذاكرتنا القريبة إلى الفلوجة سنة 2004، يقول أحمد منصور في كتابه "معركة الفلوجة": " كانت القوات الأمريكية تقوم بالقصف العشوائي الذي كانت تقوم به لكل ما تحرك على الأرض في ذلك اليوم، وقمنا ببث الصور إلى الدوحة وطلبنا من الزملاء تنبيه المشاهدين بأن الصور فيها مناظر مؤلمة، حيث كانت أشلاء الأطفال والنساء ممزقة ومبعثرة وملطخة بالدماء والتراب". فهل اختلفت غزة عن الفلوجة؟
وهل اختلفت فلسطين والعراق عن أفغانستان والشيشان، وهل نسينا الحملات الصليبية حين دخلوا القدس فذبحوا أهلها حتى خاضت خيولهم في دماء المسلمين، وهل نسينا الأندلس حين قضوا على ملايين المسلمين بين قتل وتهجير وتنصير؟
قتلوا قارة بكاملها!
ولم يكن المسلمون وحدهم الذين نالهم فتك اليهود والنصارى، بل شاركهم في ذلك كل من انخدع بوعودهم أو صدقهم من أمم الأرض، يقول ناشر كتاب " المسيحية والسيف"- وثائق إبادة هنود القارة الأمريكية على أيدي المسيحيين الإسبان- رواية شاهد عيان- تأليف المطران بورتولومي دي لاس كازاس- منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية: "إن أحدا لا يعلم كم عدد الهنود الذين أبادهم الغزاة الإسبان. ثمة من يقول إنهم مائتا مليون، ومنهم من يقول إنهم أكثر. أما لاس كازاس فيقدر أنهم مليار من البشر. ومهما كان الرقم فقد كانت تنبض بحياتهم قارة أكبر من أوروبا بسبع عشرة مرة، وها قد صاروا الآن أثرا بعد عين".
هل يمكن تخيل إبادة قارة بأكملها على يد المتحضرين من نصارى أوروبا؟!
ثم بعد ذلك يتهمون المسلمين بالإرهاب والوحشية والبربرية؟!
سقطت الأقنعة
أما وقد سقطت الأقنعة حين نقل الإعلام الصادق تفاصيل مذابح اليهود بمباركة ودعم النصارى - ولا ننكر رفض المنصفين منهم لذلك - فقد آن لكل مخدوع في أمة الإسلام أن يفيق ويعد العدة لملحمتنا الكبرى مع الروم، التي أخبرنا بها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق" وهما موضعان بالشام، والحديث أخرجه مسلم.