كيف أوجد الله تعالى الكون؟
لقد اكتشف العلماء في السنوات الأخيرة شيئاً مهماً، وهو عدم وجود أيّ شئ قبل خلق العالم، لا المكان و لا الهواء و لا الماء و لا حتى الفضاء• وداخل هذا العدم توجد نقطة صغيرة يستحيل رؤيتها بالعين المجردة، هذه النقطة الصغيرة مليئة بالمواد المضغوطة، وفجأة انفجرت وتبعثر ما بداخلها من المواد التي التحمت ببعضها البعض في شكل ذرات اتحدت فيما بعد لتكون النجوم والشمس والأرض ومختلف المجرات الأخرى• هذا الانفجار يسميه العلماء ''بالانفجار الكبير ''• وكلّ شئ في العالم تكوّن بعد هذا الانفجار الكبير•
فلنناقش الآن موضوعاً مهمّاً يستحق منا التفكير•
لنفترض أنّ لك بالوناً وضعت بداخله قطعاً مبعثرة من لعبة تركيب الرسوم (الرسم يكون من أجزاء متفرقة يتم تركيبها فتصبح صورة كاملة)• ولنفترض أنّ البالون انفجر فجأة، فما الذي.
لقد خلق الله الأرض من أجلنا
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ···
سورة الشورى، الآيه.11
أصبحتم الآن تعرفون الآن أنّ الله تعالى هو الذي خلق الأرض والشمس والنجوم والقمر•
حسناً، كيف ظهرت الكائنات الحيّة على الأرض؟
تخيل كوكباً كبيراً لا يوجد فيه شيء، لا الإنسان ولا الحيوان ولا الأزهار ولا حتّى الذباب• لقد وهب الله الأرض العديد من المميزات المساعدة على عيش الكائنات الحيّة، وإلاّ لما وجدنا نحن ولا أنتم ولا آباؤكم وأمّهاتكم ولا أصدقاؤكم•
فلنتأمل كيف هيّأ الله العالم لتعيش فيه المخلوقات•
فكّروا جيداً••• كيف أنّ كلّ شيء في العالم محكم التنظيم، فالشمس مسخّرة لتدفئتنا، وقد وضعها الله في مكان محدد لتبعث أشعتها، فلو لم تكن الشمس موجودة لما كانت هناك حياة ولما عاش الإنسان والحيوان وجميع الكائنات•
لقد ثبّت الله تعالى الشمس بدقة لا متناهية، فلو اقتربت من الأرض قليلاً احترق كلّ شيء و لما كانت حياة و لا إنسان• ولو بعدت قليلاً كستِ الثلوج الأرض فتنعدم الحياة على وجه الأرض كما هو الحال في الكواكب الأخرى• ففي الحالتين تنعدم الحياة على سطحها•
كما تعلمون تحتاج الأحياء إلى التنفس لكي تعيش• ويحتاج الإنسان في عملية التنفس إلى الأكسيجين الذي يوجد بالقدر الكافي في الهواء، فقليله أو كثيره لا يساعد على عيش الإنسان و الحيوان والنّبات لأنّ الجميع يحتاجون إلى التّنفس، والجميع يحتاجون إلى الأكسيجين•
وحسب رأيكم هل هذا ممكن؟
بالتأكيد مستحيل ---------------- كنت تلعب بالرمل على الشاطئ و فجأة بدأت أمواج عالية فرجعت إلى المنزل ··· عندما عدت بعد هدوء الأمواج، إذا بك تكتشف شيئا عجيبا، فقد تحوّل الرّمل إلى قلعة رملية لا يمكن أن تكون من صنع المصادفة لأنها لا يمكن أن تصنع هذا الجمال و الإبداع، والكائنات الحية لا يمكن أن يكون ظهورها في العالم عن طريق المصادفة ··· |
إن الماء من العناصر المهمة للحفاظ على حياة الإنسان، لذلك خلق الله سبحانه وتعالى القسم الأكبر من الأرض مغطاة بالماء (ثلاثة أرباع الأرض)• وهذا منعدم في الكواكب الأخرى و لا تتوفّر أسباب الحياة إلاّ في الأرض التي توجد فيها جميع الأسباب لاستمرار الحياة، و تتكامل هذه الأسباب بحيث يترتب عن غياب أحدها انعدام الحياة بشكل كامل•
حسناً، هل اجتماع هذه العوامل و تكوينها لمثل هذا العالم كان مصادفة؟
بالطبع لا، فالله تعالى هو الذي خلقها لأجل الإنسان وسخّر الأرض لتكون المكان الأنسب لحياتنا•
لنسأل الذين يؤمنون بأنّ وجود العالم تم عن طريق المصادفة: تخيل أنك كنت تلعب بالرمل على الشاطئ و فجأة هاجت الأمواج العالية، فرجعت إلى البيت، وعدت بعد هدوء الأمواج، فإذا بك تكتشف شيئاً عجيباً، إذ تحوّل الرّمل إلى مدينة كاملة بمنازلها و مستشفياتها و مطاراتها وحافلاتها• إذا سألت صديقك كيف حصل ذلك؟ يجيبك بأنّ الأمواج هي التي فعلت ذلك• ما الذي ستفكر فيه؟ طبعاً ستعتقد أنّ صديقك يتوهّم أو أنّه يمزح لأنّ الأمواج لا يمكنها صنع مدينة بهذه الدّقّة• فمثل هذا البناء لا يكون إلا عن تخطيط ودراية• غير أن بعض النّاس ومنهم أساتذة و علماء يقبلون بذلك المنطق المضحك فيقولون بأنّ '' المدينة الرّملية وجدت بفعل الأمواج '' مثلما قالوا أنّ '' الشّمس و النّجوم والعالم ، ظهرت نتيجة اتّحاد الذّرّات ببعضها البعض عن طريق المصادفة ، لأنهم لا يريدون القول بأن الله هو خالق كل شئ، فهم يدافعون عن الخطأ و لا يقرّون بالحقيقة• و سوف نفصل لك الحديث عن هؤلاء الناس في آخر الكتاب•