منتديات جوهرة الاسلام
تسجل معنا بالمجان واحصل على منتدى او موقع
منتديات جوهرة الاسلام
تسجل معنا بالمجان واحصل على منتدى او موقع
منتديات جوهرة الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات جوهرة الاسلام

منتدى يأخدك الى عالم المعرفة والاكتشاف في كل المجالات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» افضل برنامج عربي هكر ربنامج واحد فقط يتميز عن مليون برنامج يدمر يخترق يصرق يفعل ما لا تراه العين بكل بساطه ادخل وحمل هكر فلسطين
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالخميس يناير 04, 2018 8:02 am من طرف حمودي

» قناة على يوتيوب تربح منها شاهد طريقة
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2017 12:33 pm من طرف star islam

» اكثر من100 برنامج هكارز برامج اختراق مختلف وقويى نقي اي برنامج انت ترتاح فيه مع شرح الاستعمال بالكاملروابط سليمه
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالسبت ديسمبر 10, 2016 7:37 am من طرف عهد الوفاء

» اجمل اغنية شعور طفل
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالأحد أغسطس 28, 2016 9:40 am من طرف star islam

» المغرب ضد المكسيك كاس دانون 2016 Maroc vs Mexico
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالسبت أغسطس 27, 2016 9:53 am من طرف star islam

» الربح من الانترنت للمبتدئين
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالسبت أغسطس 27, 2016 9:48 am من طرف star islam

» افضل 8 برامج هكر عربيه في تاريخ العالم العربي برامج اختراق تدمير سرقه الي اخريه من السهل جدا استعمل البرامج لانها عربية ادخل وحمل
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالجمعة يوليو 08, 2016 5:43 am من طرف star islam

» برنامج رهيب لتحكم في الاجهزة على الشبكة
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالجمعة يوليو 08, 2016 5:41 am من طرف star islam

» جائزة السنة هنيئا لفائز 50 دولار
العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالجمعة يوليو 08, 2016 5:39 am من طرف star islam

فتاوى واسئلة عن الاسلام
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
افحص جهازك بالمجان
العدل والتّسامح في القرآن Viruss10
منتدى الزواج الاسلامي
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
saad lchgar
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
موقع صباغة الديكور والفيرني
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
منتدى يسوع
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
كل البرامج تجدها هنا
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
جمعية الزهور zohor
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
ابحت عن عمل
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
اكبر تجمع عربي على النت
العدل والتّسامح في القرآن I_icon_mini_login
التجارة مع الله
العدل والتّسامح في القرآن Tvquran_14
منتدى اسلامي للنساء
العدل والتّسامح في القرآن F4i01210
ألعب مجانا بدون تحميل
العدل والتّسامح في القرآن Playno10

 

 العدل والتّسامح في القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
haakan
وسام ذهبي
وسام ذهبي
haakan


ذكر عدد الرسائل : 655
نقاط : 1830
تاريخ التسجيل : 16/07/2009

العدل والتّسامح في القرآن Empty
مُساهمةموضوع: العدل والتّسامح في القرآن   العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالإثنين أغسطس 17, 2009 7:41 am

الله تعالى يأمر بالعدل



العدل الحقيقي الموصوف في القرآن الكريم يأمر الإنسان أن يكون عادلا دون تمييز بين الناس، محافظا على حقوقهم، حائلا دون ظلمهم مهما كانت الأحوال، مساندا للمظلوم ضد الظالم، مساعدا للمحتاجين. هذا العدل يطالب بحفظ حقوق كلا الطرفين في حالات النزاع؛ حيث يقيِِِِّم الحالة من شتى وجوهها، ويطرح المحاباة جانبا، فيكون بذلك موضوعيا، أمينا، متسامحا، عطوفا، رحيما.


وفى حالة ما إذا فشل في تحقيق أيّ من هذه الخصائص، فإنه من الصعب أن يقيم العدل الحقيقي. فمثلا، الشخص الذي لا يستطيع أن يقدِّر الأمور حق قدرها، بل تسيطر عليه مشاعره وعواطفه، سوف يفشل حتما في الوصول إلى قرار صائب، وسيظل أسيرا لتلك المشاعر. ومن جهة أخرى، فإنّ الشخص الذي يحكم بالعدل لا بدّ أن يتخلى عن تلك العواطف والآراء الشخصية، ولابد أن يعامل كل الأطراف بالقسط حين يطلبون المساعدة، وأن يقف مع الحق مهما كانت الأحوال، ويتعين عليه ألاّ يحيد عن الطريق المستقيم. فيجب على الإنسان أن يجعل القيم القرآنية منسجمة مع روحه، وهذا ما يمكّنه من أن يضع مصالح الآخرين في اعتباره قبل مصالحه الشخصية, وأن يحافظ على العدل ولو أضرّ بمصالحه الشخصية. يقول تعالى:

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] [ المائدة: 8 ]

الله تعالى عليم بأفعال الناس جميعا، كما نصت الآية السابقة. فالإنسان الذي يخشى الله تعالى ويعي بأنه سوف يُحاسب على أفعاله يوم القيامة يتصرف على نحو عادل ابتغاء مرضاة الله تعالى. فهو يعلم أنه سوف يُحكم عليه من خلال أقواله و أفكاره، ومن ثَمَّ يُكافأ وفقا لها يوم الجزاء.


ولهذا يجب على الإنسان أن يتمسك بالقرآن الكريم حتى ينال رضا الله تعالى، وينجو من عذاب النار، وينال نعيم الجنة الأبدي. ولكي يتمكن من هذا، فلابد أن يبذل الإنسان جهده الذاتي، تاركا رغباته الأنانية ومصالحه الشخصية جانبا، سالكا طريق العدل والتسامح والرحمة والسلام. ويعرض لنا الله تعالى في القرآن الكريم وصفا تفصيليا للعدل الحقيقي ويخبرنا بأنّ جميع أشكال النزاع يمكن حلها بإقامة العدل. ومن الواضح أنّ المجتمع الذي يضم حكاما مقسطين وأناسا عادلين يتغلب على مشاكله بسهولة. وحين يعرض الله تعالى هذا الوصف التفصيلي للعدل في القرآن الكريم، فإنّه يرشد المؤمنين إلى كيفية التصرف أثناء المواقف التي يواجهونها وكيفية إقامة العدل. ومثل هذا الإرشاد يُعد راحة كبيرة للمؤمنين ورحمة من الله تعالى. ولهذا السبب، يجب على المؤمنين إقامة العدل بصورته الكاملة لينالوا رضا الله تعالى، ولينعموا بحياة تتميز بالأمن والسلام.


يجب أن يُطبَّق العدل سواءً بين الناس دون اعتبارٍ للغةٍ أو لجنسٍ أو لعرق

حين نتفحص عن قربٍ تلك التطورات التي تحدث في أنحاء العالم، يتضح لنا أن العدل يختلف تطبيقه وفقا للمكان والزمان والشعوب. فعلى سبيل المثال، في بعض المجتمعات يختلف الحكم على الفرد بسبب لونه. ومع أن الظروف متشابهة، إلا أنّ الحكم الواحد لا ينطبق على شخصين أحدهما أبيض والآخر أسود. وفي بعض المجتمعات يحتل نوع الجنس البشري أهمية لدى الناس، وخير مثال على ذلك ما حدث في القرن العشرين، حين قام هتلر بإبادة ملايين من الناس لاعتقاده بأن للجنس الآريِّ منزلة تعلو على غيره من الأجناس.

وفي يومنا هذا أيضا هناك من يتعرضون للمعاملة القاسية والظلم بسبب ألوانهم أو جنسياتهم ؛ ففي الولايات المتحدة وفي جنوب إفريقيا كان السود يعاملون على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية. كما ثارت العديد من الصراعات الهمجية في العديد من الدول الأسيوية والإفريقية بسبب الاختلافات العرقية. ومن ناحية أخرى، يخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أنّ الغاية من خلق الناس شعوبا وقبائل مختلفة هو:

( لِتَعَارَفُوا) [ الحجرات - 13 ]

فالشعوب والأمم المختلفة كلهم عباد لله وعليهم أن يتعارفوا؛ ومِن ثَمَّ يتعلمون الثقافات واللغات والتقاليد والمهارات المختلفة. وباختصار، فالهدف من خلْق الناس أجناسا وأمما مختلفة ليس التنازع والتحارب، وإنما هو إثراء الثقافات. وهذا التنوع فضل من الله على عباده؛ فحقيقة أنّ فلانا أطول من فلان أو أنّ جلد هذا أصفر أو أبيض لا تكسبه أي أفضلية على غيره، ولا تمثل عيبًا فيه. فكل صفة يتصف بها أي شخص ما هي إلا نتيجة لخلق الله وتصويره، ولكن تلك الاختلافات لا تمثل أيّة أهمية عند الله تعالى؛ فالمؤمن يعلم أن الإنسان لا ينال منزلة أفضل إلا بتقوى الله وقوة إيمانه.
وهذه الحقيقة مذكورة في قوله تعالى:

[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ] [ الحجرات – 13 ].

وكما يخبرنا الله تعالى في تلك الآية؛ فإنّ العدل الذي أمر به يدعو إلى معاملة الناس معاملة حسنة سمحة دون تفريق بينهم. وفى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم, نجد أنّ معاملته للناس من مختلف الأجناس والبلاد كانت في قمَّة العدل، فقد نهى نهيا شديدًا عن التفريق في المعاملة بين الناس بسبب اختلاف أجناسهم, ونسب مثل هذه الأفعال إلى (عادات الجاهلين).

وقد ذَكّر عليه الصلاة والسّلام الناس بأفعال بعض الناس في الجاهلية إذ كانوا يُضمرون العداء لأناس آخرين بسبب ألوانهم أو أجناسهم, وحذَّر المسلمين من مثل هذا السلوك الذي وُصف في القرآن الكريم بأنه قبيح.

ومنذ ألف وأربعمائة عام تقريبا، كانت كل تلك الأفكار البدائية الجاهلية قد مُحيت بفضل القرآن الكريم الذي أُنزل رحمة للعالمين، وتم الإعلان بأنّ الناس جميعهم سواسية، بغض النظر عن ألوانهم أو أجناسهم أو لغاتهم. وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم السلوك غير اللائق الذي يتبعه أهل الجاهلية إذ ينظرون إلى الناس تبعًا للجنس واللون، كما أنه حذَّر المسلمين في خطبة الوداع فقال:

( لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح ).
وبهذه الكلمات يذكّر النبي صلى الله عليه وسلم البشرية كلها بالحقيقة الواردة في - سورة الحجرات /الآية 13، وهي أنّ علو القدر بين الناس لا يتحقق إلا بتقوى الله تعالى. والإسلام، كما أكد النبي عليه الصلاة والسلام قد محا جميع هذه الأفكار الجاهلية. ففي المجتمع الذي تبنى دعائمه على أساس من القيم الإسلامية، لا يمكن أن يُتهم شخص أو يتعرض للتمييز في المعاملة بسبب أنه يهودي أو أسود أو هندي؛ فالله تعالى هو الذي قدَّر الجنس الذي ينتسب إليه كل إنسان كما أنه، سبحانه، هو الذي خلقه في أحسن تقويم. فالواجب على الإنسان دائما أن يكون عادلا، متسامحا، محترما للآخرين، عطوفا عليهم، ودودًا معهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة كون الإنسان غنيا أو فقيرا لا تمثل أي عائق أمام المؤمن في موقفه إزاء العدل أو في الطريقة التي يتخذ بها قراراته. فليس من المقبول أن الشخص الذي يملك إمكانيات مادية يجوز له أن يضطهد أناسا آخرين أو يُسمح له بارتكاب الجرائم دون عقاب. ومع ذلك، فعندما نُلقى نظرة في أيامنا هذه على بعض دول العالم نجد أن هناك ذهنية تُمالي الأغنياء وتتحيز لهم على حساب الضعفاء، بينما تَعتبر هؤلاء الفقراء مواطنين من الدرجة الثانية، ومن ثَمَّ يستفيد بعض الأغنياء من العدالة أكثر من الفقراء، ويعتبرون أنّ العدل هو أن تكون لهم الأفضلية على الفقراء. وعلاوة على ذلك، فهم يعملون على تحوير آليات القضاء لكي تتماشى مع مصالحهم. هذه العقلية تسبب ظلمًا كبيرًا في المجتمعات التي يعيش فيها الناس بعيدا عن الدين . ففي الوقت الذي يكافح فيه الناس ويعيشون حياة تعيسة، يستمتع آخرون برغد العيش ونعيم الثراء.

وبالرغم من هذا الموقف الجائر فإنه من الممكن إقامة العدل والسلام الاجتماعي. إنّ انتشار القيم القرآنية وتمسك الناس بها وإصرارهم على العيش في ظلها يمكن أن تصبح أمرًا واقعًا. يأمر الله تعالى المؤمنين في القرآن بقوله:

[... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا] ( النساء : 135)وامتثالا لهذا الأمر، فالمؤمن الذي يخشى الله تعالى، سواء كان غنيّا أو فقيرا، يقيم العدل المطلق ولا يتغير موقفه أبدًا مع الناس مهما كانت مستوياتهم المادية. فهو يعلم أن الغِنى والفقر أمر دنيوي يبتلي الله تعالى به من يشاء. فعندما يغادرُ الإنسان هذه الدنيا لا يتبقى له شيء من ممتلكاته، ولن يُكافأ في الآخرة إلا على تقوي الله عز وجل وعلى عدله وأمانته وحسن خلقه، وحينئذ يكون الجزاء الأبديّ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
haakan
وسام ذهبي
وسام ذهبي
haakan


ذكر عدد الرسائل : 655
نقاط : 1830
تاريخ التسجيل : 16/07/2009

العدل والتّسامح في القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: العدل والتّسامح في القرآن   العدل والتّسامح في القرآن Icon_minitimeالإثنين أغسطس 17, 2009 7:41 am

الله تعالى يأمر بالعدل التّام في الأمور المتعلقة بالأيتام
في القرآن الكريم مثال آخر يتعلق بإقامة العدل، ويختص بمعاملة مال اليتيم إذ يأمر الله تعالى أن يُعامَل مال اليتيم بطريقة حسنة، إلى أن يبلغ رُشده فيتمكن من التصرف فيه بنفسه. وفي سورة الأنعام يقول الله تعالى:



[وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالمِيزَانَ بِالقِسْطِ لاَ نُكَلَِفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَي وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] [ الأنعام - 152].

ويُذكِّر الله تعالى الناس في آيات أخرى متعددة ألا يُبدّدوا أموال اليتامى سريعا قبل أن يبلغوا أشدّهم؛ وإنما عليهم التصرف فيها بطريقة حسنة، من ذلك قوله تعالى:

[ وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيرًا] [ النساء - 2 ].

[وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً]
[ النساء - 6 ].

[ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً] [ الإسراء - 34 ]؟.

وقد توعّد الله تعالى هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما بعقابٍ شديد، فهم يبددونها بطريقة جائرة؛ مخالفين أمر الله بضرورة العدل:

[إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً] [ النساء - 10]. فالله تعالى حرّم على الناس الظلم، ونحن نلاحظ أن مفهوم العدل القرآني يشمل جميع مناحي الحياة. وحين يعمل الإنسان على إقامة العدل بحرص فإن ذلك يعد عاملا مهمّا يؤثر على ما سوف يناله من جزاء في الآخرة.

المؤمن مُطالَب بإقامة العدل مع نفسه ووالديه وذوي القربى

حينما تفكر في مفهوم العدل ربما تجد أنه من السهل أن تكون أعمالك قائمة على العدل، وربما تشعر بالنشوة حينما تتخذ قرارات عادلة. ولكن هل سيكون هذا الأمر سهلا بالنسبة إليك حينما تكون تبعات هذا العدل مؤذية لك أو لوالديك وأحبتك ماديا أو معنويّا؟ هل ستستمر في أن تكون محايدا عادلا أمينا حين تحكم على محبوب لديك قد انحرف عن طريق الصواب ؟


يتردد كثير من الناس إزاء هذا التساؤل. وحقيقة يبدو مثل هذا الأمر من الصعوبة بمكان لدى كثير من الناس. إنهم ببساطة قد يتعاطفون مع من يحبون متجاهلين الحقائق. إنّ أهم ما يعنينا هو عدم التخلي عن العدل مهما كانت الظروف والأحوال، وأن يطبق أمر الله الوارد في الآية بدقة كاملة:


[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ...] [ النساء: 135 ].


إنّ الالتزام بالعدل والإصرار على تحقيقه يجلب ثقة الناس حينما يرون ذلك، بيد أنّ محاباة الناس لأجل النسب أو الصّداقة يخلق نوعًا من القلق والاضطراب بينهم. وتلاحظ تلك المحاباة لدى الحكام والرؤساء بصفة خاصة، مما يسبب اضطرابا عظيما في المجتمع.
أمَّا الإنسان المسلم فعليه أن يقوم بأعماله مُمتثلا لأحكام القرآن الكريم, مُنفذًّا لوصايا الله عز وجلّ:


[.... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] [ الأنعام: 152 ].


ومثل هذا السلوك يكشف عن إيمانه القويّ بالله تعالى وكمال الخلق لديه.


هناك صورة جميلة يقدمها القرآن الكريم تتعلق بنبي الله موسى عليه السلام، يقول تعالى:


[ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ

مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ] [ القصص : 15 ].


وتروي هذه القصة أنّ موسى عليه السلام شاهد رجليْن يتشاجران، وكان أحد هذين الرجلين من شيعة موسى عليه السلام، فانحاز له موسى ووكز الرجل الآخر. لم يكن يتعمد قتله، ولكن الرّجل مات من ضربة موسى له. وهنا أدرك النبي موسى أنه أخطأ. هذا المثال مهمّ لتوضيح فكرة العدل الذي ينبغي على المؤمن أن يفهمها. كما أنه يبعث برسالة مهمّة أيضا محتواها أنه من الظلم مساندة الشخص المخطئ محاباة له بسبب النسب أو القرابة. ومن المُسلَّم به أنّ النبيّ موسى عليه السلام أدرك الحق في ساعته، وأقر أنّ هذا الفعل (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ).


والشّعور بالتحزّب والتعصب، الذي وصفه موسى عليه السلام بأنّه من عمل الشيطان، يعتبر مسئولا عن إراقة الدماء على مرّ التاريخ. فتمكّن هذا الشعور من الإنسان لإثبات حقوق عائلته أو قبيلته أو طائفته أو أتباعه أو عِرقه، دون أيّ اعتبار للعدل قد يتسبب في نشوب العديد من النّزاعات والحروب.


وما ينبغي على المؤمن أن يفعله في مواجهة هذا الشعور مذكور أيضا في القرآن الكريم بالإشارة إلى هذا النموذج من حياة النبي موسى عليه السلام . فحينما احتكم إلى ضميره أدرك في ساعته أنّ هذا الشعور الخاطئ نوع من الظلم، وندم علي خطيئته التي ارتكبها تحت إغواء الشيطان فتاب إلى الله تعالى. وقد جاء على هذا السّلوك المثالي في القرآن الكريم على النحو التالي:


[قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ] [القصص: 16-17 ].


بُغض قومٍ لا يمنع المؤمنين من إقامة العدل معهم
البُغض والغضب هما المنبعان الأساسيان للشرّ، ويمنعان الناس غالبا من اتخاذ القرارات بشكل عادل ومن التفكير بشكل منضبط، ويؤثران على الإدراك العقلي والسلوك لديهم. بعض الناس قد يمارس بسهولة شتى أنواع الظلم على أناس يشعر تجاههم بالعداوة ؛ فقد يتهمهم بأفعال لم يرتكبوها على الإطلاق، وقد يشهدون عليهم زورًا بالرّغم من علمهم التام ببراءتهم.

وبسبب مثل تلك العداوات تعرض كثيرون لاضطهاد لا يطاق. وبعض الناس قد يتجنب الشّهادة في مصلحة أناس آخرين لاختلافهم معهم، على الرّغم من يقينهم ببراءتهم، ويخفون الدليل الذي يُثبت براءتهم، كما أنّهم يشعرون بالسعادة عند تعاسة هؤلاء وتعرضهم للظلم والمعاناة، بل وينزعجون حين يُطبَّق العدل على هؤلاء الناس، ومن ثَمَّ إثبات براءتهم.

ولهذا السبب يَصعُب في المجتمعات الفاسدة أن يثق أحدُهم بالآخر. وترى الناس قلقين طول الوقت خوفًا من الوقوع ضحايا لأناس آخرين. وبفقدانهم للثقة المتبادلة بينهم، يفقد هؤلاء الناس أيضًا مشاعرهم الإنسانية كالتّسامح والعطف والتآخي والتًّعاون، ويبدأ كل منهم في معاداة الآخر والكيد له.
غير أنّ الشعور الذي يحمله الإنسان في صدره نحو شخص آخر أو طائفةٍ أخرى ينبغي ألا يؤثّر على سلوك المؤمن وقراراته مهما بلغت درجة انحطاطه وعداوته، بل عليه أن يضع هذا الشعور جانبا و يُحكِم قراراته وأفعاله لتكون عادلة، وأن يوصي بالذي هو حقّ. وبذلك لا يلقي هذا الشعور بظلاله على ضميره أو عقله . فضمير المؤمن يلهمه دائما أن يمتثل لأوامر الله تعالى فلا يتخلى عن أخلاقه الحميدة استجابة لأمر الله تعالى في سورة المائدة: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] [ المائدة: 8]

وكما ذكرت الآية السابقة يعد اتخاذ المواقف العادلة أدقّ مقياس لتقوى الله، فالمؤمن يعلم أنه لن ينال رضا الله إلا حينما يكون عادلاً، كما أنّ كلّ شخص حين يرى هذا المؤمن العادل يسارع للثّقة به، ويشعر بالراحة بوجوده معه، ويطمئن على أية مسئولية أو مهمة يتولاها. أمثال هذا العادل يعاملون باحترام حتى من قبل أعدائهم، وقد تكون مواقفهم تلك دافعًا لبعض الناس للإيمان بالله.

وأفضل مثال أيضا يحتذي به المؤمن في زماننا هذا وفي كل زمان هو أفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكرها القرآن الكريم. ومثلما يعيش اليوم أناس ذوو معتقدات مختلفة كالنّصارى واليهود والبوذيين والهندوس والملحدين والوثنيين، كان هناك أيضا أمثال هؤلاء يعيشون معا في المجتمع الإسلامي الأول المبارك الذي كان في مجمله يضم أناسا صالحين ملتزمين بالقرآن الكريم.

فعلى المسلم أن يكون عطوفا متسامحا عادلاً رحيما بالنّاس بغض النظر عمن يكونون. فربما يأتي الوقت الذي يؤمنون فيه بالله تعالى وينوبوا
إليه. فيجب على المؤمن أن يضع هذه الحقيقة دائما في ذهنه. فمسئوليته دائما هي أن يدعو الناس إلى سبيل الله بالحكمة والتسامح والموعظة الحسنة.
وأما إكراه شخص لكي يؤمن أو يقوم بأفعال عن طريق الإجبار فهو ينافي ما جاء في القرآن الكريم، يقول الله تعالي:


[ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم] [ البقرة : 256 ].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العدل والتّسامح في القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القرآن ورمضان
» خلق القرآن هي الحل
» القرآن الكريم.. كتاب الله العظيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جوهرة الاسلام :: قسم الألغاز والثقافة العامة-
انتقل الى: