الكايتين :مادة تغطية مثالية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تُعَدُّ الحشرات من أكثر الكائنات الحية انتشاراً في الطبيعة، وسبب ذلك أنها ذات أجسام تقاوم مختلف الظّروف القاسية، ومن أهمّ العوامل التي أضفت هذه السمة على أجسام الحشرات إحاطتها بطبقة من الكايتين.
إنّ الكايتين مادة خفيفة و رقيقة بدرجة كبيرة جداً، ولهذا السّبب لا تشعر الحشرات بأية صعوبة في حمل هذه الطبقة. وعلى الرغم من أنّ هذه الطبقة تحيط بجسم الحشرة من الخارج فإنها قوية جداً، وهي تؤدي وظيفة الهيكل العظمي بالنّسبة إلى الحشرة، بالإضافة إلى أنها تمتاز بالمرونة، وتتحرّك هذه الطبقة إنقباضا وأنبساط العضلات التي ترتبط حوافها الممتدة من داخل الجسم و التي ترتبط بهذه الطبقة.
إنّ هذه الخاصّية تكسب الحشرات القدرة على الحركة الفجائية، إضافة إلى امتصاص أثر الضربات الخارجية. وطبقة الكايتين مغلّفة بغلاف لا يسمح بنفاذ الماء من الخارج. كذلك لا تسمح بنفاذ سوائل الجسم إلى الخارج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وهذا هو سبب عدم تأثر الحشرات بأقسى الظروف مثل الحر القائظ بل حتى الإشعاع النووي.
والخاصية الأخرى لهذه المادة تلونها في الغالب بلون الوسط الذي توجد فيه الحشرة كما يرى ذلك في الصّور الجانبية. وبواسطة هذه الخاصية تستطيع الحشرة أن تخفي نفسها عن أعين الأعداء، و في بعض الأحيان تتلون هذه الطبقة بلون لمّاع إلى درجة تسبب الإزعاج لبعض الأعداء.
إذن: فهذه الطبقة الكايتينية التي تحيط بجسم أغلب الحشرات تُعَدُّ مثالية؛ لأنها عازلة و متينة ومرنة في آن واحد، وهذه الخواصّ الفريدة من نوعها تثير لدينا تساؤلات عديدة مثل: لو صنعت الطائرات أو السفن الفضائيةمن مادة تحمل نفس خصائص مادة الكايتين فأي شكل كانت ستتخذه هذه الطائرات والسفن؟ وبإيجاز: إنّ هذه المادة تداعب خيال كثير من مهندسي الطيران و الفضاء، إلاّ أن العلم الحديث لم يستطع بوسائله التكنولوجية المتقدمة أن يصنع مادة لها خصائص مادة الكايتين نفسها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولا تزال الجهود مبذولة وبأقصى جهد ممكن لاستنفار كافة وسائل القرن الحادي والعشرين لصنع مادة شبيهة بالكايتين، على الرغم من أنّ هذه المادة موجودة في أجسام الحشرات منذ وجدت على وجه الأرض. وكما أوضحنا سابقاً فإن مادة الكايتين هي المادة المثلى لتلبية احتياجات جسم الحشرة، ومن المستحيل أن تظهر مادة بهذه الخصائص الوقائية للحشرة بمحض المصادفة، ومن المستحيل أن تقوم أية حشرة بصنع مثل هذه المادة المثالية بمحض إرادتها. ولا يمكن أن يكون الكايتين قد صنع بقرار من عناصر الطبيعة كالحجر أو التراب. فإذن: هذه المادة التي لها خصائص فريدة وميزات إعجازية تلبي بها الحشرة احتياجاتها المختلفة هي من صنع الله جل وعلا.
{وَ مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَ هُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيِرٌ} الشورى: .29
فنادق النمل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لو أقدم كائن حي على مدّ يد العون لكائن حي آخر كأن يوفر له الوسط الملائم للعيش ويلبي احتياجاته المختلفة، فإن مثل هذا التعاون لا يمكن أبداً أن يكون نتيجة المصادفة. فالتّعايش الموجود بين الكائنات الحية المختلفة، والتعاون المتبادل فيما بينها يعكسان كونها وجدت بالخلق من قبل عقل مدبر. فهذه الكائنات الحية خلقها الله البارئ المصور ومنحها هذه الصفات التي بموجبها تتعاون وتتكافل بعضها مع بعض. ومن أبسط الأمثلة على هذا التكافل بين الأحياء هو التكافل الموجود بين النباتات و النمل.
تحتوي بعض النباتات على تجاويف خاصة تدعى علمياً بـ “ دوماتيا” (كما يرى في الصفحة المقابلة، الشكل الصغير)، والوظيفة الوحيدة لهذه التجاويف أنها تُعَدُّ مسكناً ملائماً لإنشاء مستعمرات النحل. وتحتوي هذه النباتات على فتحات أو أغشية رقيقة يستطيع من خلالها النمل أن يعبر إلى الشجرة أو يرجع منها. وتحتوي التجاويف بدورها على ما يجمعه النمل من المواد الغذائية التي تكونها النبتة نفسها لتتغذّى بها. وهذه المواد الغذائية تنتج خصوصاً لتغذية النمل، ولم يثبت إلى الآن أية فائدة للمواد الغذائية المذكورة بالنسبة إلى النبتة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وباختصار: فإنّ هذه التجاويف “دوماتيا” مخلوقة خصوصاً كي تؤوي بداخلها النمل. ونسبة الرطوبة ودرجة الحرارة داخل هذه التجاويف توفر وسطاً ملائماً لمعيشة النمل. و يمكن تشبيه هذه التجاويف التي يجد فيها النمل كل وسائل الراحة بالفنادق من الدرجة الممتازة التي توفر كل وسائل الراحة للزبائن.
وهناك مثال آخر على التكافل بين الأحياء وهو الموجود بين أحد أنواع النمل المدعو “فيليدريس” و النبات المدعو “ديشيديا ميجور”، فهذان الكائنان الحيان يشتركان طوال حياتهما في إنتاج مواد كيميائية مشتركة. وهذا النبات عديم الجذور، ولهذا السبب فإنه يتسلق و يلتف حول باقي النباتات وله أسلوب فريد من نوعه لتوفير أكبر كمية ممكنة من الكربون والنتروجين.
فالنمل المذكور له مخازن داخل هذا النبات يقوم باستخدامها لرعاية صغاره وخزن الفضلات العضوية (كالحشرات الميتة أو أجزاء الحشرات...). وتدعى هذه المخازن بـ “ورقة النمل”، ويقوم النبات باستخدام هذه الفضلات كمصدر للنتروجين.
من جهة أخرى تُعَدُّ التجاويف الداخلية لهذه الأوراق مصدراً لثاني أكسيد الكربون الذي يطلقه النمل، و بهذه الطريقة يتم التقليل من طرح الماء عبر المسامات الموجودة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وعلى الرغم من وجود هذا النبات في مناطق استوائية إلا أنه لا يستطيع امتصاص الماء في التربة لانعدام جذوره، لذا فإن النّمل يوفر للنّبات عنصرين حياتيين مهمين مقابل أن يعيش بداخله.
ومن المستحيل أن تكون المصادفة كما في المثالين السابقين سبباً في اتخاذ النبات شكلاً معيناً ملائماً لمعيشة النمل أو إنتاجه مواد غذائية خاصة بتغذية النمل، وما هذا التكافل بين النمل والنبات سوى دليل على التوازنات الدقيقة التي تحكم الطبيعة والتي وضع قواعدها خالق واحد لهذا الوجود، وهو الله جل جلاله.
8. Harikalar Dünyasi, National Geographic, Istanbul,1999,s.190
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]9. Ali Demirsoy, Ya?am?n Temel Kurallar?, Omurgas?zlar, B?cekler, Entomoloji, Ankara, Meteksan A.?. Cilt II, K?s?m II, 1992, s.18-22
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]10. Bert H?lldobler-Edrward O. Wilson, The Ants, Harvard University Press, 1990, s.522-523
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 11. Geo Dergisi, Ekim 1995, s.186
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]