الخصائص المدهشة لفرس البحر
من الممكن أن تكونوا قد شاهدتم أعماق البحار في التلفزيون أو في الكتب فذلك الذي يشبه الفرس من الخارج ويقوم بحركات تشبه التلويح لا بد أن يكون قد جذب اهتمامكم, حسنا، ولكن هل تعرفون أن هذه الكائنات هي صغيرة جدّا على عكس ما يعتقد بشأنها؟ إنّ أسماك ''فرس البحر'' تختلف أطوالها ما بين 4 إلى 30 سنتميترا. وتعيش بصورة عامة بين الطحالب والنباتات التي توجد في المناطق القريبة من الساحل, وتملك هذه الكائنات درعا يقيها من خطر الحيوانات، وهو درع متين للغاية إلى درجة أن ''فرس البحر'' عندما يموت ويجف يصبح من غير الممكن كسره باليد, إن رأس فرس البحر مثبت بزاوية قائمة مع جسمه. ولا توجد هذه الخاصية عند أي سمك آخر. ولهذا السبب يسبح فرس البحر بشكل عمودي، ويستطيع أن يحرك رأسه إلى أعلى وإلى أسفل، غير أنه لا يستطيع أن يحركه إلى اليمين أو إلى الشمال مباشرة ولنفكر الآن سويا، إذا وجدت هذه الخاصية عند بقية الحيوانات الأخرى، فإنها وبسبب عدم مقدرتها على تحريك رأسها إلى اليمين أو إلى الشمال يمكن أن تتعرض إلى مشاكل ومخاطر عديدة, غير أن فرس البحر، وبفضل تصميم جسمه لا يمكن أن يقع في مثل هذا النوع من المشاكل, كما أن كل عين من عينيه مستقلة عن الأخرى، فهي خلقت ليتحرك بحرية واسعة في جميع الاتجاهات ومشاهدة كل جزء بشكل مريح ولهذا السبب يستطيع أن يرى أطرافه براحة تامة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وحركات هذه الكائنات الحية في الماء مثيرة للدهشة، حيث تقوم بالسباحة بفضل نظام خاص جدا, ويملك فرس البحر كيسا للسباحة، ويحتوي هذا الكيس على مقدار معين من الغاز يقوم فرس البحر بتغييره بهدف الارتفاع والانخفاض في الماء. وإذا حدث أي ضرر لكيس الهواء هذا أو إذا فقد مقدارا ضئيلا من الغاز، فإن فرس البحر يغرق إلى أعماق البحر. وهذا يعني موته الأكيد, وهنا توجد نقطة مهمة ينبغي الانتباه لها وهي أن كمية الغاز الموجودة في الكيس ضبطت بعناية فائقة, ولهذا السبب فإن أي تغيير يقود لا محالة إلى موت الحيوان, وهذه الحقيقة التي عكستها لنا هذه البرمجة مهمة جدا, ويعكس هذا الجهاز الحساس الذي عن طريقه يعيش فرس البحر أنه وجد معه منذ أن ظهر إلى الوجود. بمعنى أن فرس البحر لم يكتسب هذه الخاصية بمرور الزمن كما بين ذلك أصحاب نظرية التطور. وهذه الخصائص وجدت دفعة واحدة وقد كانت من قبل عدمًا, وكما هو الحال في جميع المخلوقات في الكون، فإن الله تعالى خلق فرس البحر بجميع خصائصه دون أي نقصان, ففرس البحر هو واحد فقط من عدد كبير من الكائنات الحية التي توجد في أعماق البحار والتي تعكس جميعها قدرة الله غير المحدودة وعلمه اللانهائي. حشرات القمري: ماكينات الطيران يمكن رؤية حشرة القمري في المناطق التي توجد فيها مياه كثيرة, وإذا كنتم ممن يعرف هذه الحشرة، فإنكم بذلك تكونون شاهدا على سرعتها الفائقة ومقدرتها الرهيبة على المناورة. أما الذين لا يعرفونها فيمكن أن نصفها لهم بإيجاز, يشبه الشكل الخارجي لهذه الحشرة طائرة الهليوكوبتر. وهي عندما تكون مسرعة جدا في اتجاه معين تستطيع في الوقت نفسه أن تقف وتبدأ في الطيران في الاتجاه المعاكس حيث أنها تملك قدرة فذة على الطيران, وتستطيع كذلك أن تقف في الهواء من أجل أن تهاجم صيدها، وهي كذلك لها القدرة على تحين الوضع المناسب، وتنجح في ذلك بفضل حركة أجنحتها السريعة وبالإضافة إلى ذلك، فهي تستطيع في هذا الوضع أن تقوم بعملية دوران إلى الخلف والتوجه إلى عدوها, وهذا هو السبب الذي جعل هذه الحشرة مصدرا للتكنولوجيا الحديثة في إنتاج طائرات الهليوكوبتر القادرة على المناورة, وجسم حشرة القمري مغطى بالمعدن وهوعلى شكل حلقة، ويحتوي ظهرها على ألوان مختلفة تبدأ من الأزرق إلى الأحمر الغامق، ولها زوجان من الأجنحة، الأول في الأمام والثاني في الخلف. وعندما تقوم برفع اثنين من أجنحتها الموجودة في الأمام أثناء عملية الطيران، ينخفض جناحا الخلف. وتم اتخاذ شكل جناحي حشرة القمري نموذجا في التكنولوجيا الحديثة اليوم في إنتاج طائرة الهليوكوبتر المعروفة اليوم باسم ''سكورس كاي''، حيث تم شحن صورة الحشرة أولا في جهاز الحاسوب, وبعد ملاحظة حركات المناورة التي تقوم بها الحشرة في الهواء تم رسم 2000 مخطط خاص بهذه العملية, وفي نهاية الأمر أُنتجت طائرة سكورس كاي من أجل نقل الجنود والمعدات. وهي تتميز بقدرة فائقة على الحركة ومقدرة كبيرة على التحمل. هل انتبهتم إلى عيني حشرة القمري؟ إنها تملك مقدرة رهيبة على النظر عند المناورات المفاجئة أثناء عملية الطيران بسرعة عالية جدا, واعتبر العلماء أن عيني هذه الحشرة تمثل أفضل نموذج لعيني أية حشرة على وجه الأرض. وتحتوي كل عين من عينيها على 30000 عدسة مختلفة. ويشبه رأسها نصفي كرة وتُغطّي العينين نصفه, وهذا الأمر وفّر للحشرة إمكانية رؤية واسعة. وبفضل هاتين العينين، تستطيع أن ترى حتى ماهو موجود خلفها. هذه فقط نماذج قليلة من خصائص هذه الحشرة، وقد تناولناها هنا باختصار شديد, حسنا، فمثلا إذا لم يتميز الجناحان بهذه الخصائص، هل كانت الحشرة تستطيع أن تقوم بالمناورات المفاجئة وتقبض على صيدها؟ وهل كان في إمكانها الهرب من أعدائها؟ لولا عيناها اللتان تؤمنان لها رؤية جميع الاتجاهات!! . وأي خلل في النظام الموجود لدى حشرة القمري يجعل بقية الأنظمة غير قادرة على مهامها· كما أن حشرة القمري خلقت بخصائص لا نقصان فيها· فالله سبحانه وتعالى خلق هذه الحشرة مثلها مثل بقية الكائنات الحية الأخرى خالية من العيوب، وبفضل ذلك تستطيع أن تواصل حياتها براحة تامة·
عندما ترون المرجان لأول مرة تحسبونه كومة صخرية ملونة, غير أن هذا غير صحيح، ذلك أن المرجان هو عبارة عن كائن حي, ويمكن للمليارات منه أن تعيش في وسط واحد. ويتكون هذا الشكل الصخري نتيجة لإفراز بعض المواد التي تؤثر على بعضها البعض, وبعد أن يموت المرجان تتحجر بقاياه وبمرور الزمن تصبح مأوى لعدد كبير من الكائنات الحية, فالأسماك التي تعيش هنا يملك كل نوع منها خصائص خاصة به, فمثلا سمك الملك يُعتبر من الأسماك التي تصطاد في النهار، وعند غروب الشمس تختفي داخل الشقوق والمناطق المعزولة التي توجد داخل المرجان. ويختلف سلوك الأسماك التي تعيش في المرجان من نوع لآخر. ومثال ذلك سمك الببغاء الذي تحدثنا عنه من قبل, وهناك بعض الأسماك التي تقضي ليلها في نوم عميق, أما بعض أنواع الأسماك الشوكية الأخرى فتقضي ليلها شبه مستيقظة, أما سمك الماعز وبعض الأسماك الأخرى فتستعمل ألواناً لامعة جدا في النهار، وعند حلول الليل تكتسي هذه الأسماك في العادة جلودا مختلفة وتبهت ألوانها. ومن الكائنات الحية التي تعيش في بقايا المرجان الميتة نجد الإسفنج والمرجان وبعض الأسماك المُبيضة, وباستثناء ذلك، نجد أن السرطانات والجمبري الصغيرة تتجه نحو صخور المرجان من أجل أن تتغذى على النباتات والحيوانات الدقيقة جدا ونجد كذلك من الكائنات الحية التي تعيش في كومات المرجان سمك كلب البحر والموران، وهي كائنات تستعمل حاسة شم قوية في الليل من أجل أن تجد طعامها . إن الله تعالى الذي خلق هذه الكائنات المتعددة التي تعيش في أعماق البحار، والذي وضع هذه التصاميم غير المنقوصة، والذي زودها بهذه الخصائص المدهشة، يعرفنا بإبداعه اللانهائي وعلمه غير المحدود, ويعطي الله سبحانه وتعالى في سورة النحل أمثلة لما خلقه من كائنات حية. وبالإضافة إلى ذلك يأمرنا أن نشكره على نعمه تلك: " وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهوَ الَّذِي سَخَّرَ البَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" ( النحل13-14) |