haakan وسام ذهبي
عدد الرسائل : 655 نقاط : 1830 تاريخ التسجيل : 16/07/2009
| موضوع: نعم القدس في خطر .. وبحاجة لأفعال لا لشعارات فقط الأربعاء نوفمبر 25, 2009 6:03 am | |
| في عددها الصادر بتاريخ 28 شباط 2007 نشرت الزميلة صحيفة "القدس" مقالاً لرئيس الوزراء السابق الأخ أحمد قريع (أبو العلاء) تحت عنوان "القدس في خطر"، ورغم أهمية بل خطورة موضوع القدس، وبالذات التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، والنداءات من أجل أن يهرع الجميع للدفاع عنها الا أنني اتساءل لماذا جاءت بعض هذه النداءات متاخرة جداً وبعد أن استفحل وضع القدس؟! لماذا لم يتحرك الجميع من أجلها من قبل؟!
موضوع القدس كان وما زال شغلنا الشاغل في مجلة البيادر، وأنا بالتحديد ركّزت عليه باستمرار وضمن سلسلة من المقالات في هذه الزاوية بيّنت فيها ما تتعرض له القدس من محاولات لتهويدها، وناشدت وناديت للدفاع عنها، والعمل على انقاذ قطع أراض يتهددها التسريب، واحداها قطعة كبيرة (13 دونما)، ووزعت هذا المقال ومقالات أخرى تبعته حول نفس الموضوع على كل مؤسسات وأصحاب صنع القرار آنذاك حتى السيد الرئيس ورئيس الوزراء آنذاك (الأخ أبو علاء) ورئيس المجلس التشريعي والسادة النواب و... وكم تمنيت أن أتلقى حتى مكالمة هاتفية واحدة تسأل عن الموضوع، الا انني، وبكل أسف، أقول كنت كمن يدق الماء في الهاون فلا حياة لمن تنادي .. وكم ناشدت من أجل الوقوف مع القدس ولكن ..!! وهذه مقتطفات مما قلت في المقالات السابقة : "ماذا تنتظرون لتتحركوا من أجل القدس ؟! والى متى سيظل تجاهلها ؟!! ومتى ستبحث قضاياها؟! هل سيكون ذلك كما يقول المثل "بعد خراب مالطا" ؟! أم إلى متى ؟!! هل إلى هذه الدرجة المزرية وصلنا ووصل بنا الإهمال والتجاهل لهذه المدينة المقدسة وقضاياها؟!! فلماذا تبكون إذن عند حدوث كارثة معينة ما دمتم لا تعملون من أجل منعها رغم التحذير المتواصل والمستمر؟!!غريب أمركم يا سادة، وعجيب هذا الذي يحدث!! فأنتم الذين تفتحون المجال للسيطرة الإسرائيلية على القدس بالاستهتار والتجاهل والتنكر لأهم قضية يواجهها شعبنا ، عفواً إنها ليست بأهم قضية فهناك قضايا كثيرة أهم حسب ما نرى على أرض الواقع .."
وأعود الى مقال الأخ أحمد قريع والذي يلوم فيه الحالة العربية والاسلامية المَرَضية التي تشجع اسرائيل على المضي في مشروعها التهويدي ومساهمتهم في ذلك باهمالهم القدس وموافقتهم على ايقاف دعم مؤسساتها، وعندما لم يلبوا النداءات لحماية الأراضي من التسريب وعندما...الخ. وإن كنا نحن أيضاً نضع بعض اللوم عليهم ولكن في المقابل نتساءل: ماذا فعل الأخ ابو علاء عندما قرأ الموضوع الذي أشرت اليه أعلاه، وغيره وغيره وقد كان في مركز صنع القرار، وكان باستطاعته أن يفعل الكثير من أجل القدس.. ماذا فعل الأخ أبو علاء وغيره كثيرون؟! فبدل أن يهرعوا للدفاع عن القدس ومؤسساتها للوقوف أمام حملة التهويد الاسرائيلية، وقفوا موقف المتفرج، بل ربما دعموا قرار وزير المالية بوقف الدعم لجميع مؤسسات القدس بحجة أن بعض هذه المؤسسات وهمية، وبأن الوزارة تتقصى حول هذه المؤسسات والتي منذ استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات وحتى هذه اللحظة ما زالت تُدرس؟! فهل يعقل هذا يا سادة ؟! فهل هكذا يدافعون عن القدس ومؤسساتها ومقدساتها؟!
لماذا الآن فقط يقلق الأخ ابو علاء على القدس ومقدساتها و... فلماذا لم يعمل هو وغيره من أجل القدس وهم في مركز صنع القرار ما داموا مقتنعين بأنها في خطر؟! ولماذا الآن بعد أن أصبحوا خارج صنع القرار باتوا يتحدثون عن القدس، وقد فعلوا كرؤساء أميركا مثل كارتر وغيره الذين لم يعارضوا اسرائيل ومخططاتها وهم في الرئاسة وانما بعد تركها.. فأين كان الأخ ابو علاء وغيره وغيره ونحن وجميع أبناء القدس نطلق النداء تلو النداء لنجدة أهل القدس ومؤسساتها ومقدساتها ولحماية أراضيها من التسريب؟!
ويلوم الأخ أبو علاء من قالوا أن حماية القدس ومقدساتها هي مهمة فلسطينية أولاً وأخيراً .. ورغم أني أؤيده في توجيهه هذا اللوم، ولكني أسأل الأخ أبو علاء: لماذا لم تتساءل عن أحد الأسباب التي ساهمت في أن يدلي هؤلاء بدلوهم هذا، أليس أحدها أن الأموال التـي كانت ترسل لدعم القدس ومؤسساتها وللدفاع عن مقدساتها كانت تصادر وتستخدم لأمور أخرى، ورغم أننا أشرنا مراراً وتكراراً الى أن أموال دعم للقدس هي خط أحمر، ويجب أن لا تحول الى أي جهة غير القدس مهما كانت الأسباب، ولكن لم يسمع أحد النداء، بل ومازالوا يفعلون ذلك .. وتُركت القدس تعاني وتعاني ولا أحد يحرك ساكناً الى أنْ لم تجد القدس من يستطيع الوقوف معها في وجه المد الاستيطاني والتهويدي والجدار وحملات تزييف الأراضي و... أو الدفاع عن مقدساتها!!
تلوم يا أخي أبو علاء القادة والزعماء العرب والمسلمين فتقول : "ليس المطلوب أن يعلن العرب والمسلمون مواقف الشجب والادانة اللفظية والتعبير عن القلق والمخاوف من خطورة ما يجري وترديد عبارات التنديد والادانة المجردة من الفعل.." فماذا فعلت الغالبية العظمى من أجل القدس سوى الشجب والادانة المجردة من الفعل بل وقد فتح المجال أمام مخططات تهويد القدس بايقاف مخصصات الدعم للقدس ومؤسساتها، وبعدم اتخاذ أي موقف فعلي من أجل الدفاع عنها وعن مقدساتها، فحتى المؤتمرات والمهرجانات الخطابية التي كانت تقام من أجل القدس كانت تتم في رام الله أو غيرها وليس في القدس، فهل يعقل هذا ؟!
وتطالبون فوراً ومن دون تردد العمل السريع والحاسم لمواجهة الأخطار الداهمة التي تشكل خرقاً صارخاً لحقوقنا الوطنية والعقائدية وللقانون الدولي و... وتقترح في هذا الصدد القيام بتحرك عربي واسلامي واسع على الصعيد الدولي لشرح أخطار الحفريات وعمليات التنقيب قرب المسجد الأقصى، ونحن نؤيدك في ذلك، فالقدس هي عربية قبل أن تكون فلسطينية، وعلى العالم العربي والاسلامي تحمل مسؤولياته تجاهها والمسارعة في الضغط على اسرائيل من اجل ايقاف ما تقوم به من حفريات وعمليات تنقيب وتهويد للقدس ..
وتطالب في الوقت نفسه بتشكيل لجان دولية وعالمية متخصصة من العلماء والخبراء العرب والعالميين في علوم الآثار ولجنة قانونية و.. فماذا ستفعل هذه اللجان ولم نجد من أعمال اللجان المحلية والعربية والاسلامية والدولية أي عمل فعلي على أرض الواقع سوى اجتماعات لم تقدم أو تؤخر، وقرارات هي مجرد حبر على ورق لم ينفذ معظمها..
وتطالب بالتحرك على مستوى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي و.. فماذا فعلت جامعة الدول العربية عبر السنوات الماضية ومنذ تأسيسها سوى اصدار قرارات ليس لها جدوى.
وتقول بغضب عارم: "ندعو الى ايلاء القدس ما تستحق من اهتمام جدي يتجاوز اهتماماتنا بالتكتيكات الداخلية والهرطقات التنظيمية و.. فتتراجع قضية القدس على حساب سيادة القضايا الهامشية" ، ونسألكم يا أخ ابو علاء ومتى كانت القدس في عهدكم أو عهد غيركم تقع ضمن الأولويات وانما كانت دائماً وما زالت حتى الآن - رغم الخطر الذي يحدق بها – قضاياها مهمشة بل مهملة مهملة مهملة..
ان معظم أصحاب صنع القرار قد قصَروا بعد رحيل القائد الشهيد الرئيس أبو عمار فلم يسارعوا لنجدة القدس عندما قرعنا ناقوس الخطر.. ولا بد من أن أقول هنا .. رحمك الله يا أبا عمار فالقدس كانت بالنسبة لك خطاً أحمر ولم تتوان لحظة عن أي خطوة من الممكن أن تمنع مصادرة أو تسريب أرض أو تهويد أو .. بل وقفت الى جانب مواطنيها ومؤسساتها وعملت المستحيل من أجل الحفاظ عليها وعلى مقدساتها. لذلك أتمنى أن يكون الوقت قد حان لردة فعل قوية تحمي القدس ومقدساتها ومؤسساتها ومواطنيها من خطر التهويد والتهجير ، ويبدو أنك يا أخي أبا علاء قد أدركت الآن بعد أن تفرغت من معظم مناصبك مدى خطورة الهجمة على القدس ومقدساتها ومواطنيها، لذلك نأمل بأنك ستعمل أنت وغيرك من أجلها قبل أن يفوت الأوان.
القدس في خطر.. نعم القدس في خطر ... وقد بُحّت حناجرنا منذ سنين ونحن ننادي صناع القرار للاهتمام بالقدس وبمقدساتها وبأراضيها التي تسرب كل لحظة ولكن لا حياة لمن تنادي، وكلنا أمل بأن يستيقظ الجميع من غفوتهم، وأن نجد من يهتم بها فعلاً وعملاً، لا أن يغضبوا فقط عند حدوث الكارثة ثم يتناسون ما حدث كما فعلوا دائماً!! وأتمنى أن لا يكون هناك مسؤول فلسطيني واحد قد رضي بـ "أبو ديس الشريف" بدلاً من القدس الشريف. | |
|