يا مسرى الرسول الأعظم معذرة !
نكتب على استحياء حد الانصهار ، من عجزنا عن أن نواكب حاجاتك ، وننصرك كما تستحق النصرة.
لقد تجرأ عليك الأعداء ، مطمئنين أن العجز ( المدعى المفتعل ) سيحرم الأمة من الحراك حتى لو دهم الأقصى الخطر الأقصى.
هل يعقل أن يسكت ربع الكرة الأرضية من المسلمين على حفر دؤوب تحت أسس الأقصى ، كما تحفر " الخُلْد " في الأرض جحورها ، فتملكوا عملياً ما تحت المسجد الأقصى ، وحوّلوه إلى كنس يقيمون فيها صلوات الشياطين .. فهم لا يعرفون رب العالمين سبحانه ولا يعبدونه.. هل يعقل هذا يا أمة المليار ونصف المليار؟ هل يعقل أن يمضي على حريق الأقصى نيف وأربعون سنة ومخطط الإجرام ماض على قدم وساق ، والصمت المطبق يخيم على العالم العربي والعالم الإسلامي ، وكل بلد منكفئ على نفسه يلعق جراحه ، ويجتر ضعفه وهزاله .. ولا يقدر على شيء .. إلا استثناء واحداً هو الشعب!؟
يا أيها الأقصى المبارك من الله تبارك .. أيعقل أن يستمر الصمت ، والضرب الآن في القلب والصميم ؟ أيعقل أن يظل الجمود مسيطراً مخيماً وكل من عليها يتوقع بين ساعة وأخرى خبراً أسوأ من كل التوقعات!؟
ما يجري خطير ، وأخطر منه ما يروضنا العدو له لا ما يروضنا به! أما أنتم أمة العرب وأمة الإسلام فما عذركم عند الله إن خَلَص الأعداء إلى مسرى رسول الله؟!
أما تعلمون أن الخلوص إلى المسرى كأنه خلوص إلى صاحب الإسرا ؟ وهل تفرّقون في الحرمة بين المسجد الذي هو مسراه والمسجد الذي يضم ثراه ؟ وهل يعقل أن من يصمت على هذا سيتحرك لذاك ؟! إنّا والله من كل هذا في شك مريب ! الصامتون هم الصامتون ، والمشلولون هم المشلولون ! فيا أمتنا يا جماهيرنا ، يا من غِرتم على رسوم مست النبي .. ألا تغارون على مساس خطير بمسرى النبي الذي جعله الله قبلتكم الأولى وثاني بيت وضع لعبادة الله في الأرض ؟! أليس المس بمسراه مساً به صلى الله عليه وسلم ؟ لم الانتقاء في الهبّات؟
يا أمتنا هذا عدو إن سكتم عليه تمادى وزاد في البغي والطغيان ، لا تظنوا عجزكم دافعاً له إلى رحمتكم ، ولا مسكنتكم بين يديه مرققة قلبه عليكم ، هذا عدو مجرم متوحش بلا قلب بلا ضمير ودينه المزور اخترعه ليبرر كل جرائمه بنصوص كاذبة إرهابية شوفينية منغلقة متطرفة كلها من قبيل : اقتل كل نسمة ، واحرق كل زرع .. هذا الكتاب المزور الذي يسمي الله : إله إسرائيل ، أو رب الجنود .. كإله الحرب عند اليونان . هذا الذي كذب على الله أفيصْدقكم ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ أليسوا هم الذين يقولون : نحن شعب الله المختار رغماً عنه !؟ تعالى عما يقولون!
هذا العدو يفتت صفّه قوة صفكم وتماسك لحمتكم وثباتكم على حقكم ، هذا العدو جاء بلادنا وقد أوهموه بالسمن والعسل ‘ فإن نغصتم عيشه وحولتم سمنه إلى سم يقتله غادر فلسطين.
هو يدعي أنه مرتبط بها بوعد الرب ، وهل هو يعرف الرب أصلاً أو يُصَدِّقُ وعدَه ؟ وهل هو يؤمن بإبراهيم الذي زعموا أن الرب وعده الأرض ؟ هذه الدعايات تتبخر عندما يواجه العدو الموت والجراح والخوف . هذا العدو تقتلعونه من جذوره بالتصميم والعزم والإصرار ، ولا يثبته في أرضنا مثل منهج عباس سلام عريقات!
ونقبس من الشاعر التميمي بعض أبياته في هذا المعنى:
أترقصون وجرح القدس ملتهب
وفي الخليل دماء الناس شلال
وفي الجبين جراح القدس قد نزفت
مسرى الرسول دهته اليوم أهوال
من ذا يغيث فلسطين التي نكبت
وهزها من مصاب الكفر زلزال
المطلوب اليوم انتفاضة جديدة ، تعيد للشعب أَلَقَهُ وتمسح عن الجوهر الزيف الذي غشّاه ، وتنفض الوسن والوهن والعفن.
انتفاضة جديدة كالانتفاضة التي انفجرت غضباً على "زيارة" فرعون العصر (شارون) للأقصى.
انتفاضة جديدة بأساليب جديدة ، بروح جديدة فالأمر اليوم فيه مستجدات وتطورات وأخطار بلغت الغايات والنهايات !
انتفاضة تكسر حواجز عباس الذي يريد أن يتم تقسيم الأقصى أو تهديم بنيانه ، وهو يلجم الناس .. ألا ساء عباس ولجام عباس وأجهزة عباس ! وبم يلقى عباس رب الناس وهو غارق في وحل المؤامرة حتى أذنيه؟
انتفاضة ترتج لها كل أجزاء فلسطين بدءاً من مناطق 48 مروراً بالضفة التي غلها عباس ، ألا غل الله يديه، والقطاع العزيز الذي تنقى من أرجاس عباس .. وعرب الفرقة مستميتون في توحيد الضفة والقطاع لإعادة العملاء إلى غزة!
انتفاضة ليست عشوائية ، وإنما بعقل قيادي مدبر مقدر ، يضع لكل شيء عدته وخطته ، ويطور من أساليب المواجهات وفق التطورات . ومثلما ولدت الانتفاضات السابقة الروح الاستشهادية ، ينبغي ألا تقل هذه إبداعاً عن سابقاتها .. بل تتفوق!
يا أمة العرب ، خطة الصمت أسوأ خطة، وخطة العمل والفداء والبذل لإنقاذ أرض الإسراء هي الخطة .. فلتقلعوا من أرضنا الدخلاء .. ولا نامت أعين العملاء والجبناء..
وسلام على أرض الإسراء ومسجد الإسراء..
ويا أقصانا الحبيب معذرة على العجز حتى عن كلام يليق بقدرك؟؟
...بقلم: د. أحمد نوفل