يدّعي أصحاب نظريّة التطوّر أنّ الكائنات الحيّة تتطوّر عبر الزّمن، فتنمو وتفرز مميّزات مختلفة ثمّ تتحوّل إلى كائن حيّ آخر، ويضربون مثالاً على ذلك بعض الزّواحف التي تأثّرت ببعض الحوادث وتحوّلت طيوراً• حسناً، ما هي هذه الحوادث التي يدّعونها ؟ يعتقد التطوّريّون في نوعين من الحوادث تسمّى ''الاستنساخ '' و ''الانتقاء الطبيعي''، لكن هذا تفكير غير منطقيّ وليس قائماً على أدلّة علميّة، لماذا، لننظر معاً• ما معنى الانتقاء الطّبيعيّ ؟ يعرف الانتقاء الطبيعيّ بكونه: بقاء الكائنات الحيّة القويّة وانتفاء الكائنات الحيّة الضعيفة، مثلاً: لنقل إنّ مجموعة من حيوان الآيل يقع الهجوم عليها من الحيوانات الوحشيّة، في هذه الظروف ستنجو هذه الحيوانات الأكثر سرعة• ولأنّ هذا النوع من الحيوانات معرّض للافتراس دائماً من قبل الحيوانات الوحشيّة فإنّه سينقرض يوما ولأنّ قانون الطبيعة يقوم على مبدأ البقاء للأقوى بمعني أنّه بعد مدّة معيّنة لن تبقي إلاّ العناصر القويّة • هذا التفسير صحيح إلى حدّ الآن فقط، وهذا ليس له علاقة مطلقا بالتطوّر، لكن التطوّريّين يقولون: هذه المجموعة من حيوانات الآيل تتطوّر وتتطوّر لتتحوّل إلى كائن حيّ آخر كأن تتحوّل مثلاً إلى زرافة• وهذا خطأ إذ ليس من الممكن أن يتحوّل إلى زرافة أو أسد لا لشيء إلاّ لأنه يجرى بسرعة فائقة، هذا لا يكون إلاّ في القصص• خلاصة القول أنّ عمليّة الانتقاء الطّبيعيّ لا يمكنها تحويل أيّ نوع من الحيوانات ( الآيل مثلاً ) إلى نوع آخر من الحيوانات ( أسد أو زرافة) إطلاقا• فقط ربّما تزداد قوّة الحيوانات بتزايد عددها•
ما المقصود بالاستنساخ الاستنساخ يعني التغيّرات التي تحصل في الجسم نتيجة مؤثّرات خارجيّة سلبيّة• ومن بين هذه المؤثرات نذكر الإشعاعات أوالمواد الكيماويّة التي تصيب الكائنات الحيّة دائما بالضّرر، فقبل 55 سنة أثناء الحرب العالميّة الأولى سقطت قنبلة ذريّة على منطقة هيروشيما باليابان فأصبحت المنطقة والمناطق المحيطة بها مليئة بالإشعاعات النوويّة ممّا أضرّ كثيرا بالنّاس الذي مات أكثرهم وأصيب بعضهم بمرض مزمن حتّي إنّ بعضهم بترت بعض أجزاء جسمه ممّا أثّر على الأجيال اللاّحقة فولدوا إمّا مرضي أو معاقين• و في عام 1986 وقع حادث يشبه حادث هيروشيما وهو انفجار مركز تشرنوبيل الكيماوي بروسيا ممّا أدّى إلى تسرّب الإشعاعات النوويّة إلى كامل المدينة والأماكن المجاورة كالّذي حصل في اليابان مما أدّى إلى إحداث أضرار كبيرة بسكّان تلك المنطقة وبالجيل اللاحق فولد بعضهم مصاباً بمرض مزمن وبعضهم ولد معاقاً• الصور التي ترونها تعبّر عن تأثير الإشعاعات النّوويّة على الإنسان وبقيّة الكائنات الحيّة، وهي تظهر كيف ولد النّاس معاقين نتيجة انتقال الإشعاعات النّوويّة من جيل إلى جيل•
الاستنساخ أوصل الطّفل إلى هذه الحالة · |
نتيجة الاستنساخ هو إنتاج خروف · |
نتيجة الاستنساخ أُصيب الإنسان بأضرار خلقيّة · |
الآن يمكنكم التّساؤل ما علاقة ذلك بموضوعنا؟ سبق أن قلنا إنّ التطوّريين يدّعون أنّ الكائن الحيّ يتحوّل إلى نوع آخر من الكائنات الحيّة مثل الأسماك التي تتحوّل إلى زواحف، وهذا هو التطوّر حسب رأيهم• فإذا سألتموهم كيف تتحوّل الأسماك إلى زواحف يجيبونكم:''تتعرّض سمكة يوما ما إلى تأثيرات خارجيّة -مثل أطفال اليابان الّذين تعرّضوا إلى تأثير الإشعاعات النوويّة جرّاء القنبلة النوويّة- هذه التّأثيرات الخارجيّة أنتجت تغييرا في جسم السمكة وتحوّلت إلى تمساح• هذا ادّعاء كاذب لأنّنا شرحنا سابقاً كيف أنّ التّأثيرات الخارجيّة تتسبّب إمّا في أمراض مزمنة أو إعاقات بدنية• رغم هذا يقول أصحاب نظريّة التطوّر إنّ التّأثيرات الخارجيّة طوّرت السّمكة وحوّلتها إلى زاحف، هذا غير ممكن أبداً ولا يمكن أن يصدّقه أحد• لو كان للانتقال فائدة لعمّمت انفجارات تشرنوبيل ولذهب النّاس إليها قصد التحوّل إلى كائن آخر، لكن العكس هو الصحيح فقد فرّ النّاس كلّهم من المنطقة و تأثيرات تشرنوبيل السّلبيّة لا تزال متواصلة إلى اليوم• يمكنكم تجسيد ادّعاء التطوّريين بهذا المثال: خذوا عصا واضربوا بها تلفزيونا أبيض وأسود، فهل تستطيعون تغيير هذا التلفزيون إلى تلفزيون بالألوان؟ قطعاً لا، فالعصى تحوّل التلفزيون إلى قطع مبعثرة، هكذا أيضاً يكون ضرر التّأثيرات الخارجيّة على الكائنات• إذاً فالقول بإمكانيّة الانتقال إلى كائن أفضل قول غير صحيح•
خلاصة ما شرحناه كالتالي: يقول التطوّريّون إنّ الكائن الحي يتطوّر إلى كائن حيّ آخر بفعل التّطوّرات الخارجيّة والانتقاء الطّبيعي• أمّا نحن فقد بينا العكس، وشرحنا كيف أنّ التّأثيرات الخارجيّة والانتقاء الطّبيعي لا يغيّران طبيعة الكائنات الحيّة بل يلحقان الضرر بهذه الكائنات •
|