هل تعلمون أن هناك نيازك كثيرة تسقط يومياً على الأرض؟ فإذا سقطت هذه النيازك على الكواكب الأخرى ألحقت بها أضراراً كبيرة بينما إذا سقطت على الأرض لا تلحق بها أي ضرر• لكن لماذا؟ هذا يعود إلى وجود الفضاء حول الأرض فهو الدرع الواقي الذي يحمي الأرض فيبطل مفعول النيازك كلّما دخلت مجاله فيضعف حجمها إلى درجة الذوبان تماما عند اقترابها من الأرض فلا تضرّنا أبداً• إن الفضاء لا يحمي الأرض من الأحجار السماوية والنيازك فحسب بل يحمينا من خطورة أشعة الشمس التي يمكن أن تقضي على الحياة في الأرض إذا اقتربت من سطح الأرض قليلا• هاتان الميزتان اللتان تميزان الفضاء تبيّن لنا روعة الفضاء، وكيف أن الله تعالى خلقة رحمة بالمخلوقات ليحميها من الأخطار• داخله فإذا قلت: '' لا بدّ لي أن أرى الذرات '' فعليك عندئذ تكبير المفتاح بحجم الأرض، عندئذ سترى أن كل ذرة داخله هي بحجم الكرز، وعندئذ فقط يمكنك رؤيتها!!
هذه الصورة تمثل مشهد النيازك (الأحجار) التى انفصلت من المجرّات أو من النّجوم، و أحياناً تسقط هذه الأحجار على المجرّات فتلحق بها أضراراً جسيمة، لكن بفضل الله تعالى لا تلحق هذه الأحجار بالأرض أيّ ضرر بفضل وجود درع يلفّ عالمنا· |
الفضاء هو الدّرع الذي يحمي العالم، و بفضله يتجنّب العالم الكثير من المخاطر• |
لكن، ترى كيف التحمت الذرات ببعضها البعض إثر الانفجار الكبير؟ فالذرة جماد لا عقل له ولا ذكاء فهي لا تستطيع أخذ القرار، و لا يمكنها القول مثلاً ''هيا نلتحم لنكون نجما '' أو '' لنقترب من بعضنا البعض لنكون الأرض''• يمكننا تفسير ذلك بالمثال الذي سبق أن ذكرناه لكم وهو مثال اللعبة التركيبية، فقطع هذه اللعبة كذلك جماد مثل الذرات و لا يمكنها اتخاذ القرار، فإذا تبعثرت القطع لا يمكنها القول ''هيا لنكون شكل قلعة أو صورة لإنسان'' • هنا يخطر ببالنا سؤال ملحّ : كيف تكوّنت النجوم و المجرات والإنسان و الحيوان؟ و من الذي أوجد هؤلاء بما أن الذرات لا تستطيع اتخاذ أي قرار؟ قطعاً لن تجدوا الجواب بالنظر إلى بيئتكم لأنّ الله تعالى هو الذي خلق الذرة، وهو الذي خلق من الذرةِ الكواكب و المجرّات و النجوم و الأرض و الحيوانات و النباتات و الإنسان• هل يمكن للذرات أن تفكر ؟ سبق أن بيّنا أنّ الانفجار الكبير أفرز الذرات فهل تعرفون ما هي الذرة؟ لنتعرّف على ماهيتها أولا: هي تشبه الكرة التي تلعبون بها لكنها كرة صغيرة لا يمكن رأيتها بالعين المجردة• انظروا حولكم إلى محيطكم الذي تعيشون فيه ستجدون أنّ كل ما ترونه مكوّن من التحام الكرات أي الذرات، فالكرسي الذي تجلسون عليه، والكتب التي تقرؤنها و أمهاتكم ومعلّموكم والتلفزيون الذي تشاهدونه والتفاح والبطيخ والشوكولاتة وكلبكم و الماء و الأزهار التي في حديقتكم و لُعبكم وحتى أجسامكم أيضا متكوّنة من الذرات• وكما سبق أن ذكرت فإنّ النجوم في السماء و الشمس و الأرض التي تعيشون عليها هي مثلكم تماماً قد تكونت من الذرات• فأينما تتنقلون و أينما توجدون تصادفكم الذرات• لكن، لا يمكنكم رؤيتها لأنها صغيرة أكثر مما تتخيلون إذ يستحيل رأيتها بأكبر المجاهر• والآن نقدم لكم مثالاً على ذلك حتى تتبيّنوا صغر حجم الذرة: تصور أنّ بيدك مفتاحاً، بلا شك لا يمكنك رؤية الذرات الكامنة كيف يتكون الإنسان من الذرات؟ قلنا إنّ بنية الإنسان تتكون من الذرات، ولعلّكم مشتاقون إلى معرفة كيف يحصل ذلك؟ فمن الذرات تتكون الخلايا، هذه معلومة جديدة نتعلمها• ترى ما هي الخلية؟ تتكون جميع المخلوقات الحية من الخلايا، والخلايا مثل الذرات صغيرة لا يمكن رأيتها بالعين المجردة، ونفسر هذا الحجم بالمثال التالى: إذا جمعنا ( 100000 ) مائة ألف خلية لن يتجاوز حجمها حجم رأس الإبرة، لذلك لا يمكنكم رؤيتها• والإنسان و النمل و القطط و الزهور و الأشجار و جميع المخلوقات الحية في محيطكم تتكون من خلايا• فأنتم جئتم إلى الحياة بعد اتحاد ملايين الخلايا• حسناً، من أين جاءت هذه التريليونات من الخلايا؟ انظر إلى أخيك الصغير، لم يكن موجوداً قبل سنتين، ثم وجد فجأة وكبر شيئاً فشيئاً، كيف حدث ذلك يا ترى؟ لقد بدأ أخوك الصغير في التكون في بطن أمه كخلية واحدة، داخل هذه الخلية معلومات كثيرة مخفية تضمّ جميع المعلومات عن أخيك مثل لون العينين و لون الشعر و طول جسمه ••• ثم كبرت تلك الخلية قليلاً، و فجأة بدأت تنقسم أولاً إلى قسمين، وهنا ستدركون شيئاً عجيباً، و هو أنه رغم انقسامها إلى قسمين فإن المعلومات التي بداخل الخليّة لم تنقسم بمعني أنّ الخليتين تحملان المعلومات نفسها، وكذلك الخلايا المتتالية أيضا تتضمن بالتأكيد المعلومات نفسها أيضاً•
هكذا تنفصل الخلايا عن بعضها البعض و تتكون ملايين الخلايا الأخرى• وهنا أيضا يحدث شيء لن يخطر على بالكم، فرغم وجود نفس المعلومات داخل الخلايا فإن وظائفها تختلف، فمنها ما يكون الجلد ومنها ما يكون العضلات و منها ما يصنع الهيكل العظمي ومنها ما يكون الدماغ• عندما تتكاثر الخلايا، تتراكم في شكل كرة و تبدأ في التشكل، فيتشكل أولاً رأس أخيك في الظهور ثمّ تتكون يداه و ساقاه، وتستمر الخلايا في الانقسام إلى أن يتشكل الطفل بعد تسعة أشهر• وهنا تكون قد عرفت أخاك لأول مرة• لعلّكم تعجبون لما شرحناه لكم إلى الآن، أو لعلكم تدهشون كيف تضطلع الخلايا بوظائف مختلفة؟ وكيف تتشكل بمنتهى هذه الدقة؟ نعم إن صانع كل ذلك هو الله تعالى، فالخلايا و الذرات صغيرة لا ترى بالعين المجردة و لا تلتحم عن طريق المصادفة لتكون الإنسان•
لا شكّ أن التفكير في أنّ اجتماع الخلايا جاء مصادفة هو أعلى درجات الهراء، فالله خالق كل شيء و هو الذي خلق الإنسان في أحسن صورة، و في الكتاب الذي أرسله إلينا أخبرنا بما يجب على الإنسان التفكير فيه فقال: أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئًا . سورة مريم،الآيه•67
خلاصة القول: إنكم أنتم و إخوانكم والناس الآخرين خلقتم من خلية واحدة ثم كبرت و كبرت حتى أصبحت في صورة إنسان• وها أنتم الآن تعيشون حياة سعيدة، فأنتم مدينون إلى الله بكلّ ذلك، فالله يحبكم كثيراً و يهبكم نعمه الجميلة، فلا تنسوا شكر خالقكم• |