تحدّثنا وتساءلنا عن الكون والجسم والكائنات التي تعيش في العالم• فهل تعلمون كيف ظهرت هذه الكائنات في العالم ؟ تخيّل أنّ العالم وجد حديثاً وليس فيه أي كائن حيّ، وفجأة بدأت الكائنات الحيّة في الظهور، فالأسماك في البحار والطحالب و الإنسان على اليابسة والأسود و القطط والنّمل، كما تظهر الطيور فجأة في جو السماء• فكيف يمكن لكلّ تلك الكائنات الحية أن تظهر فجأة؟ طبعاً الله هو الذي خلقها كلّها وخلق كلّ ما نراه في محيطنا كما خلق الكون ثمّ الأرض ثمّ خلق الحيوان والنبات والإنسان، وهو أمر يسير على الله لأنّه إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون• كما سبق أن قلت لكم، رغم وضوح الحقيقة إلاّ أنّ بعض الناس لا يقبلونها مثل '' دعاة التطوّر'' الذين يعتقدون أنّ ''كلّ شيء ظهر من تلقاء نفسه ''• وهذا هراء كبير لأنّه لا شيء يكوّن نفسه بنفسه• فإذا عدتم يوماً إلى البيت ووجدتم كعكة، ماذا ستقولون؟ ستقولون '' أمّي صنعت الكعكة '' أليس كذلك؟ هذا يعني أنّ الشيء إذا وجد فلا بدّ له مَنْ يوجده• ما يقوله التطوّريّون كذب، أتدرون لأي شيء يشبه قولهم؟ هكذا ''الكعكة التي في المطبخ لم يصنعها أحد، فقد صنعت عن طريق المصادفة''• عندما تسمعون مثل هذا القول بماذا تجيبون؟ ''هل يعقل هذا المنطق، هل يصنع الكعك نفسه بنفسه ؟ حتماً هناك شخص صنعه''• لكنّهم يصرّون على رأيهم و يجيبونكم '': اختلّت براغي الخزانة التي في المطبخ فاهتزّت الخزانة واختلطت بداخلها مكوّنات الكعكة من طحين و زيت وسكّر وكاكاو، اختلطت بالمقدار المطلوب كذلك، أي أنّ السّكّر والكاكاو اختلطا بالطحين بالمقدار المحدّد لصنع الكعكة ••• بعدها بدأ الخليط في السيلان على الأرض، وبالمصادفة كان قالب الكعكة موجوداً فسال الخليط بداخله، ثم دخل القالب عن طريق المصادفة أيضا إلى الفرن، لكن هذا التصادف لا يكفي لصنع الكعكة بل هو تصادف يجعل الفرن يعيّر درجته بطريقة مناسبة لطبخ الكعكة! وبالمصادفة كذلك اشتعل الفرن وانطفأ عندما طبخت الكعكة دون أن تحترق!! برأيكم هل يصدّق أحد هذه الحكاية؟ البتّة لا أحد يصدّقها••• إذن فكّروا: إذا كان صنع الشمس والنجوم والبحار والبحيرات والجبال والقطط والأرانب والإنسان أصعب وأعقد بكثير من صنع كعكة، و إذا كان للكعكة صانع فهل يعقل القول بأنّ الإنسان أوجد نفسه بنفسه؟ ألا يكون هذا بعيدًا جدّا عن المنطق و المعقول؟ لأن من المنطق أن يكون للشمس والإنسان صانع وهو ربّنا الله جلّ و علا• الآن نمرّ إلى الجزء الثاني من الكتاب لنتحدث فيه عن ''التطوّريين'' حيث إننا سنعمل على إثبات كذب هؤلاء ومزاعمهم، فكذبهم يمكن كشفه فوراً إذا كان المستمع عاقلا• فلننظر معا إلى كذب أصحاب نظريّة التطوّر ونكشف ادّعاءاتهم المجانبة للصواب والعقول المتسمة بالسخافة• |